لها بجزيرة الأندلس مقدم بن معافى القبري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني وأخذ عنه ذلك ابن عبد ربه صاحب العقد ولم يذكر لهما مع المتأخرين ذكر وكسدت موشحاتهما فكان أول من برع في هذا الشأن بعدهما عبادة القزاز شاعر المعتصم بن صمادح صاحب المرية وقد ذكر الأعلم البطليوسي أنه سمع أبا بكر ابن زهر يقول كل الوشاحين عيال على عبادة القزاز فيما اتفق له من قوله .
( بدر تم شمس ضحى ... غصن نقا مسك شم ) .
( ما أتم ما أوضحا ... ما أورقا ما أنم ) .
( لا جرم من لمحا ... قد عشقا قد حرم ) .
وزعموا أنه لم يسبق عبادة وشاح من معاصريه الذين كانوا في زمان ملوك الطوائف وجاء مصليا خلفه منهم ابن أرفع رأسه شاعر المأمون بن ذي النون صاحب طليطلة قالوا وقد أحسن في ابتدائه في الموشحة التي طارت له حيث يقول .
( العود قد ترنم بأبدع تلحين ... وشقت المذانب رياض البساتين ) .
وفي انتهائه حيث يقول .
( تخطر ولم تسلم عساك المأمون ... مروع الكتائب يحيى بن ذي النون ) .
ثم جاءت الحلبة التي كانت في مدة الملثمين فظهرت لهم البدائع وفرسان حلبتهم الأعمى التطيلي ثم يحيى بن بقي وللتطيلي من الموشحات المذهبة قوله