بسم الله الرحمن الرحيم .
الباب الخامس تتمه .
رجع الى نظم لسان الدين C تعالى فنقول وأما موشحاته وأزجاله فكثيرة وقد انتهت إليه رياسة هذا الفن كما صرح بذلك قاضي القضاة ابن خلدون في مقدمة تاريخه الكبير ولنذكر بعض كلامه إذ لا يخلو من فائدة زائدة قال C تعالى ما ملخصه وأما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا منه سموه بالموشح ينظمونه أسماطا أسماطا وأغصانا أغصانا يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا ويلتزمون عدد قوافي تلك الأغصان وأوزانها متتاليا فيما بعد إلى آخر القطعة وأكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات ويشتمل كل بيت على اغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل في القصائد وتجاوزوا في ذلك إلى الغاية واستظرفه الناس وحمده الخاصة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه وكان المخترع