عنك مرارا وبعده من كانت محبته لك أزيد من نجدته وموقع رأية أنفع من موقع صعدته وبعدهما من حسن انقياده لأمرائك وإحماده لآرائك ومن جعل نفسه من الأمر حيث جعله وكان صبره على ما عراه أكثر من اعتداده بما فعله .
واحذر منهم من كان عند نفسه أكبر من موقعه فى الانتفاع ولم يستحى من التزيد بأضعاف ما بذله من الدفاع وشكا البخس فيما تعذر عليه من فوائدك وقاس بين عوائد عدوك وعوائدك وتوعد بانتقاله عنك وارتحاله وأظهر الكراهية لحاله .
وأما العمال فإنهم ينبئون عن مذهبك وحالهم فى الغالب شديدة الشبه بك فعرفهم فى أمانتك السعادة وألزمهم فى رعيتك العادة وأنزلهم من كرامتك بحسب منازلهم فى الاتصاف بالعدل والإنصاف واحلهم من الحفاية بنسبة مراتبهم من الأمانة والكفاية وقفهم عند تقليد الأرجاء مواقف الخوف والرجاء وقرر فى نفوسهم أن أعظم ما به إليك تقربوا وفيه تدربوا وفى سبيله أعجموا وأعربوا إقامة حق ودحض باطل حتى لا يشكو غريم مطل ماطل وهو آثر لديك من كل رباب هاطل وكفهم من الرزق الموافق عن التصدى لدنىء المرافق واصطنع منهم من تيسرت كلفته وقويت للرعايا ألفته ومن زاد على تأميله صبره وأربى على خبره خبره وكانت رغبته فى حسن الذكر تشف على بنات الفكر واجتنب منهم من يغلب عليه التخرق فى الإنفاق وعدم الإشفاق والتنافس فى الاكتساب وسهل عليه سوء الحساب وكانت ذريعته المصانعه بالنفاية دون التقصى والكفاية ومن كان منشؤة خاملا ولأعباء الدناءة حاملا وابغ من يكون الاعتذار فى أعماله أوضح من الاعتذار فى أقواله ولايفتننك ممن قلدته اجتلاب الحظ المقنع والتنفق بالسعى المسمع ومخالفة السنن المرعية واتباعه رضاك بسخط الرعية فإنه قد غشك من حيث بلك ورشك وجعل من يمينك