فلم تلقن الوصية وسلكت المسالك القصية وابعدت من التطوف وجاءت تبتغي من أسرار التصوف ومتى تقرن هيبة السبع الشداد بحانوت الحداد أو تنظر أحكام الاعتكاف بدكان الإسكاف أو يتعلم طبع المثقال بحانوت البقال والظن الغالب وقد تلتبس المطالب أنكم أمرتموها لما أصدرتموها بإعمال التشوف فطردت حكم الإبدال غائبة عما يلزم من الجدال وسمت الشين صادا وعينت لزرع الوصية حصادا والله تعالى يجعل المحب عند ظن من نظر بمرآته أو وصفه ببعض صفاته وهى تزلق عن صفاته فالتصوف أشرف وظلاله أورف من أن يناله كلف بباطل ومغرور بسراب ماطل لا برباب هاطل ومفتون بحال حال أو عاطل ومن قال ولم يتصف بمقاله فعقله لم يرم عن عقاله وجبال أثقاله مانعه له عن انتقاله .
وعلى ذلك وبعد تقرير هذه المسالك فقد عمرت يدها كيلا تعود بها صفرا بعد إعمال السفر أو ترى انها قد طولبت بذنب الغلط المغتفر واصبحت المراجعة بمجلس وعظ فتحت به باب الحرج إلى إنكار الإمام ابى الفرج وفن الوعظ لما سأل الأخ هو الصديق المسعد والمبرق قبل غمام رحمته والمرعد ولله در القائل لست به ولم تبعد والاعتراض بعد ملازم لكن الإسعاف لقصده لازم وعاملة عند الاعتلال بالعذر جازم وإغضاؤه ملتمس وفضله لا يخبو منه قبس وعذرا أيها الفاضل وبعد الاعتذار عن القلم المهذار وإغفال الحذار اقرأ عليهم من طيب السلام ما يخجل أزهار الكمام عقب الغمام ورحمة الله تعالى من ممليه على الكاتب ولعلها تفثأ من عتب العاتب ابن الخطيب فإنى كتبته والليل دامس وبحر