خال السلطان قريبكم لما توجه فى الرسالة إلى الأندلس نائبا فى تأنيسه عن مخدومه ومنوها حيث حل بقدومه واتصلت بعد ذلك بينهما المهاداة والمعرفة والوسائل المختلفة فعظم لأجل هذه الوسائل شوقى إلى التشرف بزيارة ذلك الجناب الذى حلوله شرف وفخر ومعرفته كنز وذخر فلما ظهر الآن لمحل الأخ الكذا القائد فلان اللحاق بك والتعلق بسببك رأيت أنه قد اتصل بهذا الغرض المؤمل بعضى والله تعالى ييسر فى البعض عند تقرير الأمن وهدنة الأرض وهذا الفاضل بركة حيث حل لكونه من بيت أصالة وجهاد وماجدا وابن امجاد ومثلك لا يوصى بحسن جواره ولا ينبه على إيثاره وقبيلك فى الحديث من العرب والقديم وهو الذى أوجب لها مزية التقديم لم يفتخر قط بذهب يجمع ولا ذخر يرفع ولا قصر يبنى ولا غرس يجنى أنما فخرها عدو يغلب وثناء يجلب وجزور ينحر وحديث يذكر وجود على الفاقة وسماحة بحسب الطاقة فلقد ذهب الذهب وفنى النشب وتمزقت الأثواب وهلكت الخيل العراب وكل الذى فوق التراب تراب وبقيت المحاسن تروى وتنقل والأعراض تجلى وتصقل ولله در الشاعر إذ يقول .
( وأنما المرء حديث بعده ... فكن حديثا حسنا لمن وعى ) .
هذه مقدمة إن يسر الله تعالى بعدها لقاء الأمير فيجلى اللسان عما فى الضمير .
( ومدحى على الأملاك مدح وإنما ... رأيتك منها فامتدحت على وسمى ) .
( وما كنت بالمهدي لغيرك مدحتى ... ولو أنه قد حل فى مفرق النجم )