386 - والعبد يذكر مولاه بما بشره به بين يدي وداعه وبمراى وزيره السعيد واستماعه من انجلاء الحركة عن عزة وظهوره ونجاح أحواله واستقامه أموره ويهنيه بصدق الوعد وامطار الرعد وظهور السعد وهى وسيلة إذا عدت الوسائل وروعيت الذمم الجلائل ومثل مولاي من رعى وابقى وسلك التى هى ابر واتقى وما قصر عنه القلم من حق مولاي فالرسول أعزه الله تعالى يتممه وما قصر عنه الرسول فالله تعالى يعلمه وهو جل وعلا يديم ايام مولاي ويبقى مجده ويصل سعده والسلام انتهى .
90 - ومما خاطب به لسان الدين C تعالى شيخ الدولة يحيى بن رحو قوله سيدي الذى له المزية العظمى والمحل الأسمى شيخ قبيل بنى مرين وقطب مدار الأحرار على الإجمال والتعيين والتميز بالدهاء والرجاجة والمعرفة الفسيحة الساحة والصدقة المباحة وشروط الصوفيه من ترك الأذى ووجود الراحة أسلم على ذاتكم الطاهرة التى بخلت الأزمان والله إن تاتى بنظيرها وتنافست الدول فى تكبيرها وسارت المواكب الملوكية بمسيرها وأثنت الألسن بفضلها وخيرها وأقرر لديها أنى اعددت من معرفتها بالأندلس كنزا لم انفق منه إلى اليوم وزنا إعدادا له وخزنا إذ له يخرج العتاد الكبير إلا عن حاجة وفاقة ولا ترد اليد إلى الذخيرة إلا فى إضاقة وعجز طاقة وما كانت الوصلة بمثلها ليهملها مثلى جهلا بقيمتها العالية وازراء بجهتها الكافلة الكافيه لكن نابت عن يدها ايد وكفى عن ابتذالها ما كف الله تعالى من عمرو وزيد والآن أقرر إنى قد كادت حاجتى إلى ذلك العتاد إن تتمحض وزبدته إن تتمخض إذ هو حظى من رعى ذلك القبيل الذى قصرت عليه رياسته والوزير