372 - التراب والماء النار وارتحل عنها المسلمون وقد عمتها المصائب واصمى لبتها السهم الصائب وجللتها القشاعم العصائب فالذئاب فى الليل البهيم تعسل والضباع من الحدب البعيد تنسل وقد ضاقت الجدل عن المخانق وبيع العرض الثمين بالدانق وسبكت أسورة الأسوار وسويت الهضاب بالأغوار واكتسحت الأحواز القاصية سرايا الغوار وحجبت بالدخان مطالع الأنوار وتخلفت قاعتها عبرة للمعتبرين وعظة للناظرين وآية للمستبصرين ونادى لسان الحمية يا لثارات الإسكندرية فاسمع آذان المقيمين والمسافرين وأحق الله الحق بكلماته وقطع دابر الكافرين .
ثم كانت الحركة الى اختها الكبرى ولدتها الحزينة عليها العبرى مدينة أبدة ذات العمران المستبحر والربض الخرق المصحر والمبانى الشم الأنوف وعقائل المصانع الجمة الحلى والشنوف والغاب الأنوف بلدة التجر والعسكر المجر وأفق الضلال الفاجر الكذب على الله تعالى الكاذب الفجر فخذل الله تعالى حاميتها التى يعيي الحسبان عدها وسجر بحورها التى لايرام مدها وحقت عليها كلمة الله تعالى التى لايستطاع ردها فدخلت لأول وهلة واستوعب جمها والمنة لله تعالى فى نهلة ولم يكف السيف من عليها ولا مهلة فلما تناولها العفا والتخريب واستباحها الفتح القريب واسند عن عواليها حديث النصر الحسن الغريب وأقعدت أبراجها من بعد القيام والانتصاب واضرعت مسايفها لهول المصاب انصرف عنها المسلمون بالفتح الذى عظم صيته والعز الذى سما طرفه واشرأب ليته والعزم الذى حمد مسراه ومبيته والحمد لله ناظم الأمر وقد راب شتيته وجابر الكسر وقد افات الجبر مفيته