وينثر بضائع الصلاة عليك بين يدي الضريح الذى طواك ويعرض جنى ما غرست وبذرت ما بشرت به لما بشرت وانذرت وما انتهى إليه طلق جهادك ومصب عهادك لتقر عين التى انام العيون الساهرة هجوعها واشبع البطون ورواها ظمؤها فى الله تعالى وجوعها كانت الأمور بمرأى من عين عنايتك وغيبها متعرف بين إفصاحك وكنايتك ومجملة يا رسول صلى الله عليك وبلغ وسيلتى إليك هو أن الله سبحانه لما عرفنى لطفه الخفى فى التمحيص عدم المحيص ثم فى التخصيص المغنى بعيانه عن التنصيص وفق ببركاتك السارية فى القلوب ووسائل محبتك العائدة بنيل المطلوب إلى استفادة عظة واعتبار واغتنام اقبال ادبار ومزيد استبصار واستعانه بالله تعالى وانتصار فسكن هبوب الكفر بعد إعصار وحل الإسلام بعد حصار وجرت على سنن السنة بحسب الاستطاعة والمنة السيرة وجبرت القلوب الكسيرة وسهلت المآرب العسيرة ورفع بيد العزة الضيم وكشف بنور البصيرة الغيم القليل على الكثير وباء الكفر بخطه التعثير واستوى الدين الحنيف على المهاد الوثير فاهتبلنا رسول الله غرة العدو وانتهزناها وشمنا صوارم عزة الغدو وهززناها وأزحنا علل الجيوش .
فكان مما ساعد عليه القدر والخطب المبتدر والورد الذى حسن بعده الصدر أننا عاجلنا مدينة وقد جرعت الأختين مالقه ورندة من مدائن دينك ومزابن ميادينك أكواس الفراق وأذكرت مثل بالعراق وسدت طرق التزاور عن الطراق واسالت المسيل بالنجيع المراق فى مراصد المراد ومنعت المراسلة مع هدير الحمام لا بل مع طيف المنام عند الإلمام فيسر الله تعالى اقتحامها بيض الشفار