ونزل بمثوى خمول ومحط مجهول وكنف ممقوت وجوار لا يبخل بغيبة ولا يسمح بقوت فبادرت استدعاءه بفاضل من الطلبة ممن يتلقى به الوارد ويقتاد الشارد وقد أغرب بقراءة الاحتفاء والاحتفال واجنب الإغفاء والإغفال وجهزت السرايا إلى التماس نعم الله تعالى فحلت الأنفال فلما عرض عليه الدعوة تعجزف ونفر ولما مسح عطفه بالاستنزال نزا وطفر حتى بهت الرسول كما بهت الذى كفر وآب يحمل عذرا باردا واحتجاجا شاردا فأقطعته جانب شماسه وخليت بينه وبين وسواسه ومن الغد قصدنى فاعتذر وأكثر الهذر ولم ينبت الله النبات الحسن شيئا مما بذر وكان جوابى اياه ما نصه .
( أبيتم دعوتى إما لبأو ... وتابى لومة مثلى الطريقة ) .
( وبالمختار للناس اقتداء ... وقد حضر الوليمة والعقيقة ) .
( وغير غريبة ان رق حر ... على من حاله مثلى رقيقة ) .
( واما زاجر الورع اقتضاها ... ويابى ذاك دكان الوثيقة ) .
( وغشيان المنازل لاختيار ... يطالب بالجليلة والدقيقة ) .
( شكرت مخيلة كانت مجازا ... لكم وحصلت بعد على الحقيقة ) .
وذاع خبرها فقلبت عنها الجنوب وكلف بها الطالب والمطلوب وهش الى المراجعة عنها أحد الموثقين بسلا ممن يحوم حول حمى الإدراك ويروم درجة الاختصاص ببعض الفنون والاشتراك وله فى الأدب مساس وجلب الباس بما نصه .
( رسولك لم يبن لى عن طريقه ... تقرب من حديقتك الأنيقة ) .
( فلا بأو لدى ولا إباء ... ولكن ساء فى الغرض الطريقة ) .
( وهب انى أسات فكم صديق ... تدلل واعتدى فجفا صديقه )