أحسن السير وله أدب لا يقصر عن السداد وان لم يكن بطلا فمن يكثر السواد قد أثبت له ما عثرت عليه مما ينسب الناس اليه .
29 - وقال فى آخر معتر غير قانع ومنجع كل شهم وخانع نشأ ببلدة مالقة ابرع من أورد اليراعة فى نقس وهز غصنها فى روضة طرس إلا ما كان من سخافة عقله وقعوده تحت المثل اخبر تقله لا يرتبط الى رتبه ولا ينتمى الى عصبة ولا يتلبس بسمت ولا يستقيم من أمت أخبرنى من عنى بخبره وذكر عبره من صباه الى كبره أنه رشح فى بعض الدول وعرض لاكتساب الخيل والخول وخلعت عليه كسوة فاخرة وشارة بزهر الرياض ساخرة فانقاد طوع حرمانه ونبذ صفقة زمانه وحمله فرط النهم على ان ابتاع فى حجرة طعاما كثير الدسم وأقبل وأذياله منه تقطر كما اختلفت باللبن الأشطر فطرد ونبذ وطرح بعدما جبذ لقيته بمالقة وقد قلب له زمانه عينيه وسقط فى يديه فانتابنى بأمداحه وتعاورنى بأجاجه وقراحه .
30 - وقال فى آخر أديب نار فكره تتوقد وأريب لا يعترض كلامه ولا ينقد أما الهزل فهو طريقته المثلى ركض فى ميدانها وجلى وطلع فى أفقها وتجلى فأصبح علم أعلامها وعابر أحلامها ان أخذ بها فى وصف الكاس وذكر الورد والآس وألم بالربيع وفصله والحبيب ووصله والروض وطيبه والغمام وتقطيبه شق الجيوب طربا وعل النفوس شربا وضربا وان ابتغى لاعتلال العشية فى فرش الربيع الموشية ثم تعداها الى وصف الصبوح وأجهز على الزق المجروح وأشار الى نغمات الورق يرفلن فى الحلل الزرق وقد اشتعلت فى عنبر الليل نار البرق وطلعت بنود الصباح فى