الشرط للمشروط المستكمل الفروع والأصول المستوفى الأجناس والفصول فى الأمور التى تختص بأعلام القضاة الأكابر وكتاب القضاة ذوى الأقلام والمحابر وشيوخ العلم وخطباء المنابر وسائر أرباب الأقلام القاطن منهم والعابر بالحضرة العلية وجميع البلاد النصرية تولى الله تعالى جميع ذلك بمعهود ستره ووصل لديه ما تعود من شفع اللطف ووتره يحوط مراتبهم التى قطفت من روضاتها ثمرات الحكم وجنيت ويراعى أمورهم التى أقيمت على العوائد وبنيت وحقوقهم التى حفظت لهم فى المجالس السلطانية ورعيت ويحل كل واحد منهم فى منزلته التى تليق ومرتبته التى هو بها خليق على ما يقتضى ما يعلم من أدواتهم ويخبر من تباين ذواتهم ويرشح كل واحد الى ما استحقه ويؤتى كل ذى حق حقه اعتمادا على أغراضه التى عدلت وصدحت على أفنانها من الأفواه طيور الشكر وهدلت واستنادا فى ذلك الى آرائه وتفويضا له فى هذا الشأن بين خلصاء الملك وظهرائه وذلك على مقتضى ما كان عليه أعلام الرياسة الذين سبقوا وانتهضوا بهممهم واستبقوا كالشيخ الرئيس الصالح ابى الحسن ابن الجياب والشيخ ذى الوزارتين أبى عبد الله ابن الخطيب رحمهما الله تعالى .
فليقم أبقاه الله تعالى بهذه الأعمال التى سمت واعتزت ومالت بها اعطاف العدل واهتزت وسار بها الخبر حثيث السرى وصار بها الحق مشدود العرى وعلى جميع القضاة الأمضياء والعلماء الأرضياء والخطباء الأولياء والمقرئين الأزكياء وحملة الأقلام الأحظياء ان يعتمدوا هذا الولى العماد فى كل ما يرجع الى عوائدهم ويختص فى دار الملك من مرتباتهم وفوائدهم وما يتعلق بولاياتهم وأمنياتهم ويليق بمقاصدهم ونياتهم فهو الذى يسوغهم المشارب ويبلغهم المآرب ويستقبل العلى بالعلى والعاطل بالحلى والمشكل بالجلى والمفرق بالتاج والمقدمة بالانتاج وعلى ذلك فهذا المنشور الكريم قد أقرهم على ولاياتهم وأبقاهم ولقاهم من حفظ المراتب ما رقاهم فليجروا