بالتعظيم حقيقا وبالإكبار خليقا وبالإجلال حريا فهو شهير لم يزل فى الشهرة سابقا هاد لم يزل بالهدى ناطقا بليغ لم يزل بالبلاغة دريا عظيم لم يزل فى النفوس معظما علم لم يزل فى الأعلام مقدما كريم لم يزل فى الكرام سنيا اشتملت منه محافل الملك على العقد الثمين وحلت به المشورة فى الكنف المحوط والحرم الأمين فكان فى مشكاة الأمور هاديا وفى ميدان المراشد جريا فالى مقاماته تبلغ مقامات الإخلاص والى مرتبته تنتهى مراتب الاختصاص فيمن حاز خصلا وزين حفلا وشرف نديا واستكمل همما واستحمل قلما واستخدم مشرفيا فلله ما أعلى قدر هذا الشرف الجامع بين المتلد والمطرف السابق فى الفضل أمدا قصيا الحال من الاصطفاء مظهرا الفارع من العلاء منبرا الصاعد من العز كرسيا حاز الفضل إرثا وتعصيبا واستوفى الكمال حقا ونصيبا ثناء أرجه كالروض لو لم يكن الروض ذابلا وهديا نوره كالبدر لو لم يكن البدر آفلا ومجد علوه كالسها لو لم يكن السها خفيا فما أشرف الملك الذى اصطفاه وكمل له حق التقريب ووفاه وأحله قرارة التمكين ومن اختصاصه بالمكان المكين فسبق فى ميدان التفويض وشأى ورأى من الأنظار الحميدة ما رأى صادعا بالحق إماما علما موضحا من الدين نهجا أمما هاديا من الواجب صراطا سويا بانيا للمجد صرحا مشيدا مشهرا للعدل قولا مؤيدا مبرما للخير سببا قويا فالله تعالى يصل لمقام هذا الملك الذى طلع فى سمائه بدرا دونه البدور وصدرا تلوذ به الصدور سعدا لا تمطله الأيام فى تقاضيه ونصرا يمضى به نصل الجهاد فلا يزال ماضيه على الفتح مبنيا ويوالى له عزا يذود عن حرم الدين ويمنحه تأييدا يصبح فى أعناق الكفر حديث سيفه قطعيا