( زمان التصابى قد مضى لسبيله ... وهل لك بعد الشيب فى الحب عاذر ) .
( فقلت لها كلا وإن تلف الفتى ... فما لهواها عند مثلى آخر ) .
( سيبقى لها فى مضمر القلب والحشا ... سريرة ود يوم تبلى السرائر ) .
وكتب على مثال النعل الكريم وأهداه لمزمع سفر .
( فديتك لا يهدى إليك أجل من ... حديث نبى الله خاتم رسله ) .
( ومن ذلك الباب المثال الذى أتى ... به الأثر المأثور فى شأن نعله ) .
( ومن فضله مهما يكن عند حامل ... له نال ما يهواه ساعة حملة ) .
( ولا سيما إن كان ذا سفر به ... فقد ظفرت يمناه بالأمن كله ) .
( فدونك منه أيها العلم الرضى ... مثالا كريما لا نظير لمثله ) .
وقال مراجعا عن أبيات يظهر منها غرضها .
( إذا كنت بالقصد الصحيح لنا تهوى ... فسلم لنا فى حكمنا ودع الشكوى ) .
( ولا تتبع أهواء نفسك والتفت ... لنا حيث كنا فى الرخاء وفى اللأوا ) .
( وكم من محب فى رضانا وحبنا ... محا كل ما يبدو سوانا له محوا ) .
( رآنا عيانا عين معنى وجوده ... فعاج عن الشكوى وفوض فى البلوى ) .
( وقال تحكم كيف شئت بما ترى ... رضيت بما تقضى وهمت بما تهوى ) .
( فحل لدينا بالخلوص وبالرضى ... محل اختصاص نال منه المنى صفوا ) .
( فإن كنت ترجو فى الصبابة والهوى ... لحاقا بهم فاسلك طريقهم الأضوا ) .
( ومت فى سبيل الحب إن كنت مخلصا ... لنا فى الهوى تحيا حياة أولى التقوى ) .
( هنالك تؤتى ما تريد وتقتضى ... ديونك منا دون مطل ولا دعوى ) .
( وتشرب من عين اليقين وتغتذى ... بخمر الصفا الصرف الزلال لكى تروى )