وخاطبه كذلك بقوله .
( طالعتها دون الصباح صباحا ... لما جلت غرر البيان صباحا ) .
( ولقد رأيت وما رأيت كحسنها ... وجها أغر ومبسما وضاحا ) .
( عذراء أرضعها البيان لبانه ... وأطال مغدى عندها ومراحا ) .
( فأتت كما شاءت وشاء نجيبها ... تذكى الحجى وتنعم الأرواحا ) .
( لا بل كمثل الروض باكره الحيا ... وسقى به زهر الكمام ففاحا ) .
( وطوت بساط الشوق منى بعدما ... نشرت على من القبول جناحا ) .
وخاطبه كذلك بقوله .
( ذرونى فإنى بالعلاء خبير ... أسير فإن النيرات تسير ) .
( وكم بت أطوى الليل فى طلب العلا ... كأنى إلى نجم السماء سفير ) .
( بعزم إذا ما الليل مد رواقه ... يكر على ظلمائه فينير ) .
( أخو كلف بالمجد لا يستفزه ... مهاد إذا جن الظلام وثير ) .
( إذا ما طوى يوما على السر كشحه ... فليس له حتى الممات نشور ) .
( وإنى وإن كنت الممنع جاره ... لتسبى فؤادى أعين وثغور ) .
( وما تعترينى فترة فى مدى العلا ... إلى أن أرى لحظا عليه فتور ) .
( وفى السرب من نجد تعلقت ظبية ... تصول على البابنا وتغير ) .
( وتمنع ميسور الكلام أخا الهدى ... وتبخل حتى بالخيال يزور ) .
( أسكان نجد جادها واكف الحيا ... هواكم بقلبى منجد ومغير ) .
( ويا سكنى بالأجرع الفرد من منى ... وأيسر حظ من رضاك كثير ) .
( ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا ... فمدته من فيض الدموع بحور )