ذلكم الإصدار الأدبى والإيراد أو للقلب من مراد غير تلكم الشيم الرافلة من ملابس الكرم فى حلل وأبراد وهل هو إلا الحسن جمع فى نظام والبدر طالع لتمام وأنواع الفضل ضمها جنس اتفاق والتئام فما ترعى العين منه فى غير مرعى خصيب ولا تستهدف الأذن بغير سهم فى حدق البلاغة مصيب ولا تستطلع النفس سوى مطلع له فى الحسن والإحسان أوفر نصيب لقد أزرى بناظم حلاه فيما يتعاطاه التقصير وانفسح مدى علاه بكل باع قصير وسفه حلم القائل إن الإنسان عالم صغير شكرا للدهر على يد أسداها بقرب مزاره وتحفة أهداها بمطلع أنواره على تغاليه فى ادخار نفائسه وبخله بنفائس ادخاره لا غرو أن يضيق عنا نطاق الذكر ولا يتسع لنا سوار الشكر فقد عمت هذه الأقطار بما شاءت من تحف بين تحف وكرامة واجتنت أهلها ثمرة الرحلة فى ظل الإقامة وجرى لهم الأمر فى ذلك مجرى الكرامة .
ألا وإن مفاتحتى لسيدى ومعظمى حرس الله تعالى مجده وضاعف سعده مفاتحة من ظفر من الدهر بمطلوبه وجرى له القدر على وفق مرغوبة فشرع له إلى أهله بابا ورفع له من خجله جلبابا فهو يكلف بالاقتحام ويأنف من الإحجام غير أن الحصر عن درج قصده يقيده والبصر يبهرج نقده فيقعده فهو يقدم رجلا ويؤخر أخرى ويجدد عزما ثم لا يتحرى فإن أبطأ خطابى فلواضح الأعذار ومثلكم من قبل جليات الأقدار والله سبحانه يصل لكم عوائد الإسعاد والإسعاف ويحفظ بكم ما للمجد من جوانب وأكناف إن شاء الله تعالى وكتب فى عاشر ربيع الأول عام ثمانية وأربعين وسبعمائة انتهى .
ومن خاتمة رسالة من إنشاء ابن خاتمة المذكور فلنصرف عنان البطالة عن الإطالة ونسلم على السيادة الطاهرة الأصالة بأطيب تسليم ختامة مسك ومزاجه من تسنيم