وسيدى الذى علا مجده عن أن يوازى وصل الله تعالى لك أسباب الاعتلاء والاعتزاز وكافأ ما لك من الاختصاص بالفضائل والامتياز أما إنه لو وسع التخلف عن جواب أخ أعز ولم يجب التكلف عمن قد عجز لغطيت عجزى عن عين تعجيزك ولما تعاطيت المثول بين يدى مناهزك أو مجيزك لكنه فى حكم الود المكنون المكنوز مما لا يحل ولا يجوز فلكم الفضل فى الإغضاء عن عاجز دعاه حكم التكلف إلى القيام مقام مناجز وإن لم يكن ذلك عند الإنصاف وحميد الأوصاف من السائغ الجائز فعن جهد ما بلغ وليك إلى هذه الأحواز ولم يحصل الحقيقة إلا على المجاز .
أما ما ذهبتم إليه من تخميس القصيدة التى أعجزت وبلغت من البلاغة الغاية التى عزت مناهضتها وأعوزت فلم أكن لأستهدف ثانيا لمضاضة الإعجاز وأسجل على نفسى بالإفلاس والإعواز انتهى .
وكتب قبلها قصيدة زائية أجابه بها عن قصيدة زائية التزم فيها ابن جزى ترك الراء لأنه كان الثغ يبدلها غينا رحم الله تعالى الجميع .
وقال لسان الدين فى ترجمة ابن خاتمة المذكور إنه الصدر المتفنن المشارك القوى الإدراك السديد النظر الثاقب الذهن الكثير الاجتهاد الموفور الآدوات المعين الطبع الجيد القريحة الذى هو حسنة من حسنات الأندلس أحمد بن على بن خاتمة من أهل المرية .
7 - رسالة من ابن خاتمة إلى لسان الدين .
إلى أن قال ومما خاطبنى به بعد إلمام الركاب السلطانى ببلده وأنا صحبته ولقائه إياي بما يلقى به مثله من تأنيس وبر وتودد وتردد .
( يا من حصلت على الكمال بما رأت ... عيناى منه من الجمال الرائع )