أقاربهم فما عسى أن يطنب اللسان فى مدحهم وأين تقع العبارة وماذا يحصر الوصف إلى أن قال وفاته وفى ليلة العشرين من ذي القعدة من عام اثنين وستين وسبعمائة ثار عليه بدار الملك وبلد الإمارة المعروف بالبلد الجديد من مدينة فاس الخائن الغادر مخلفه عليها عمر بن عبد الله بن علي نسمه السوء وجملة الشؤم والمثل البعيد فى الجراءة على الله تعالى وقد اهتبل غرة انتقاله الى القصر السلطانى بالبلد القديم متحولا إليه حذرا من قاطع فلكى كان يحذر منه استعجله بضعف نفسه وأعانه على فرض صحة الحكم به وسد الباب فى وجهه ودعا الناس إلى بيعة أخيه المعتوه وأصبح حائرا بنفسه يروم ارتجاع أمر ذهب من يده ويطوف بالبلد يلتمس وجها إلى نجاح حيلة فأعياه ذلك ورشقت من معه السهام وفرت عنه الأجناد والوجوه وأسلمه الدهر وتبرأ منه الجد وعندما جن عليه الليل فر لوجهه وقد التف عليه الوزراء فسفهت حلومهم وفالت آراؤهم ولو قصدوا به بعض الجبال المنيعة لولوا أوجههم شطر مظنه الخلاص واتصفوا بإبلاغ الأعذار ولكنهم نكلوا عنه ورجعوا أدراجهم وتسللوا راجعين إلى يد غادر الجملة قد سلبهم الله سبحانه لباس الحياء والرجولية وتأذن الله تعالى لهم بعد بسوء العاقبة .
وقصد بعض بيوت البادية وقد فضحه نهار الغد واقتفى المتبعة أثره حتى وقعوا عليه فسيق إلى مصرعه وقتل بظاهر البلد ثانى اليوم الذى غدر به فيه جعلها الله تعالى له شهادة ونفعه فلقد كان بقية البيت وآخر القوم دماثة وحياء وبعدا عن