( ببقائك الدنيا تحاط وأهلها ... فالله جل جلاله يبقيكا ) .
فلما وصل الكتاب إلى السلطان أجابه بما مر آنفا .
ورأيت بخط الفقيه الأديب المؤرخ أبى عبد الله محمد بن الحداد الوادي آشى نزيل تلمسان على هامش قول ابن الخطيب فى هذه الرسالة ولا شك عند عاقل أنكم إن انحلت عروة تأميلكم إلخ ما صورته كذلك وقع آخر الأمر وكان الاستيلاء على مدينة غرناطة آخر ما بقى من بلاد الأندلس للإسلام فى محرم عام سبعة وتسعين وثمانمائة فرحم الله تعالى ابن الخطيب العاقل اللبيب وغفر له برحمته انتهى .
ومما خاطب به لسان الدين السلطان أبا سالم فى الغرض المتقدم قوله .
( عن باب والدك الرضى لا أبرح ... يأسو الزمان لأجل ذا أو يجرح ) .
( ضربت خيامى فى حماه فصبيتي ... تجني الجميم به وبهمي تسرح ) .
( حتى يراعى وجهه فى وجهتى ... بعناية تشفى الصدور وتشرح ) .
( أيسوغ عن مثواه سيري خائبا ... ومنابر الدنيا بذكرك تصدح ) .
( أنا فى حماه وأنت أبصر بالذى ... يرضيه منك فوزن عقلك أرجح ) .
( فى مثلها سيف الحمية ينتضى ... فى مثلها زند الحفيظة يقدح ) .
( وعسى الذى بدأ الجميل يعيده ... وعسى الذى سد المذاهب يفتح ) ترجمة ابى سالم المرينى .
وقد عرف في الإحاطة بالسلطان أبي سالم فقال بعد كلام أملاك المسلمين وحماة الدين وأمرأء المغرب الأقصى من بني مرين غيوث المواهب وليوث العرين ومعتمد الصريخ وسهام الكافرين حفظ الله تعالى على الإسلام والمسلمين ظلهم وزين ببدور الدنيا والدين هالتهم وأبقى الكلمة فيمن اختاره منهم أو من