واستخبره يخبرك فأنا اليوم أريد أن يكون هذا الرجل خديمي بعد الممات إلى أن نلحق جميعا برضوان الله تعالى ورحمته التى وسعت كل شىء وله يا ولدي ولد نجيب يخدم ببابك وينوب عنه فى ملازمة بيت كتابك وقد استقر بدارك قراره وتعين بأمرك مرتبة ودشاره فيكون الشيخ خديم الشيخ والشاب خديم الشاب هذه رغبتى منك وحاجتى اليك واعلم أن هذا الحديث لا بد له أن يذكر ويتحدث به فى الدنيا وبين أيدي الملوك والكبار فاعمل ما يبقى لك فخره ويتخلد ذكره وقد أقام مجاورا ضريحي تاليا كتاب الله تعالى على منتظرا ما يصله منك ويقرؤه على من السعى فى خلاص ماله والاحتجاج بهذه الوسيلة فى جبره وإجراء ما يليق بك من الحرمة والكرامة والنعمة فالله الله يا إبراهيم اعمل ما يسمع عنى وعنك فيه ولسان الحال أبلغ من لسان المقال انتهى .
والعبد يا مولاي مقيم تحت حرمته وحرمة سلفة منتظر منكم قضاء حاجته ولتعلموا وتتحققوا أنى لو ارتكبت الجرائم ورزأت الأموال وسفكت الدماء وأخذت حسائف الملوك الأعزة ممن وراء النهر من الططر وخلف البحر من الروم ووراء الصحراء من الحبشة وأمكنهم الله تعالى منى من غير عهد بعد أن بلغهم تذممى بهذا الدخيل ومقامى بين هذه القبور الكريمة ما وسع أحدا منهم من حيث الحياء والحشمة من الأحياء والأموات وإيجاب الحقوق التى لا يغفلها الكبار للكبار إلا الجود الذى لا يتعقبه البخل والعفو الذى لا تفسده المؤاخذة فضلا عن سلطان الأندلس أسعده الله تعالى بموالاتكم فهو فاضل وابن ملوك أفاضل وحوله أكياس ما فيهم من يجهل قدركم وقدر سلفكم لا سيما مولاي والدكم الذى أتوسل به اليكم وإليهم فقد كان يتبنى مولاي أبا الحجاج ويشمله بكنفه وصارخه بنفسه وأمده بأمواله