وقد تقدم تعريف مولاي بما كان من قيام العبد بما نقله إلى التربة الزكية عنكم حسبما أداه من حضر ذلك المشهد من خدامكم والعبد الآن يعرض عليكم الجواب وهو أنى لما فرغت من مخاطبتة بمرأى من الملإ الكبير والجم الغفير أكببت على اللحد الكريم داعيا ومخاطبا وأصغيت بأذنى عند قبره وجعل فؤادي يتلقى ما يوحيه إليه لسان حاله فكأنى به يقول لى قل لمولاك يا ولدي وقرة عيني المخصوص برضاي وبري ومن ستر حريمى ورد ملكى وصان أهلى وأكرم صنائعي ووصل عملى أسلم عليك وأسال الله تعالى أن يرضى عنك ويقبل عليك الدنيا دار غرور والآخرة خير لمن اتقى .
( وما الناس إلا هالك وابن هالك ... ) .
ولا تجد إلا ما قدمت من عمل يقتضى العفو والمغفرة أو ثناء يجلب الدعاء بالرحمة ومثلك من ذكر فتذكر وعرف فما أنكر وهذا ابن الخطيب قد وقف على قبري وتهمم بي وسبق الناس الى رثائى وأنشدنى ومجدنى وبكاني ودعا لي وهنأني بمصير أمري اليك وعفر وجهه فى تربى وأملنى لما انقطعت مني آمال الناس فلو كنت يا ولدى حيا لما وسعنى أن اعمل معه إلا ما يليق لى وأن أستقل فيه الكثير وأحتقر العظيم لكن لما عجزت عن جزائه وكلته اليك وأحلته يا حبيب قلبى عليك وقد أخبرنى أنه سليب المال كثير العيال ضعيف الجسم قد ظهر فى عدم نشاطه أثر السن وأمل أن ينقطع بجواري ويستتر بدخيلي وخدمتى ويرد عليه حقه بخدمتى ووجهى ووجوه من ضاجعنى من سلفي ويعبد الله تعالى تحت حرمتك وحرمتى وقد كنت تشوفت إلى استخدامه فى الحياة حسبما يعلمه حبيبنا الخالص المحبة وخطيبنا العظيم المزية القديم القربة أبو عبد الله ابن مرزوق فاسأله يذكرك