( ومن ذا الذي يثني عنان السرى وقد ... كفاني ولم أطلب قليل من المال ) .
( ألم تر أن الظبية استشفعت به ... تميل عليه هونة غير مجفال ) .
( وقال لها عودي فقالت له نعم ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي ) .
( فعادت إليه والهوى قائل لها ... وكان عداء الوحش مني على بال ) .
( رثى لبعير قال أزمع مالكي ... ليقتلني والمرء ليس بفعال ) .
( وثور ذبيح بالرسالة شاهد ... طويل القرا والروق أخنس ذيال ) .
( وحن إليه الجذع حنة عاطش ... لغيث من الوسمي رائده خال ) .
( وأصلين من نخل قد التأما له ... فما احتبسا من لين مس وتسهال ) .
( وقبضة ترب منه ذلت لها الظبي ... ومسنونة زرق كأنياب أغوال ) .
( وأضحى ابن جحش بالعسيب مقاتلا ... وليس بذي رمج وليس بنبال ) .
( وحسبك من سوط الطفيل إضاءة ... كمصباح زيت في قناديل ذبال ) .
( وبذت به العجفاء كل مطهم ... له حجبات مشرفات على الفال ) .
( ويا خسف أرض تحت باغية إذ علا ... على هيكل نهد الجزارة جوال ) .
( وقد أخمدت نار لفارس طالما ... أصابت غضا جزلا وكفت بأجزال ) .
( أبان سبيل الرشد إذ سبل الهدى ... يقلن لأهل الحلم ضلا بتضلال ) .
( لأحمد خير العالمين انتقيتها ... وريضت فذلت صعبة أي إذلال ) .
( وإن رجائي أن ألاقيه غدا ... ولست بمقلي الخلال ولا قالي ) .
( فأدرك آمالي وما كل آمل ... بمدرك أطراف الخطوب ولا آلي ) .
ولا خفاء ببراعة هذا النظم وإحكام هذا النسج وشدة هذه العارضة .
قصيدتان لحازم .
قلت وقد أذكرني هذا التصدير قصيدة الأديب حازم صاحب المقصورة