ومن بديع نظمه الصادر عنه تصديره أعجاز قصيدة امرىء القيس بن حجر الكندي بقوله .
( أقول لعزمي أو لصالح أعمالي ... ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ) .
( أما واعظي شيب سما فوق لمتي ... سمو حباب الماء حالا على حال ) .
( أنار به ليل الشباب كأنه ... مصابيح رهبان تشب لقفال ) .
( تهاني عن غي وقال منبها ... ألست ترى السمار والناس أحوالي ) .
( يقولون غيره لتنعم برهة ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي ) .
( أغالط دهري وهو يعلم أنني ... كبرت وأن لا يحسن اللهو أمثالي ) .
( ومؤنس نار الشيب يقبح لهوه ... بآنسة كأنها خط تمثال ) .
( أشيخا وتأتي فعل من كان عمره ... ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال ) .
( وتشغفك الدنيا وما إن شغفتها ... كما شغف المهنوءة الرجل الطالي ) .
( ألا إنها الدنيا إذا ما اعتبرتها ... ديار لسلمى عافيات بذي خال ) .
( فأين الذين استأثروا قبلنا بها ... لناموا فما إن من حديث ولا صال ) .
( ذهلت بها غيا فكيف الخلاص من ... لعوب تنسيني إذا قمت سربالي ) .
( وقد علمت مني مواعد توبتي ... بأن الفتى يهذي وليس بفعال ) .
( ومذ وثقت نفسي بحب محمد ... هصرت بغصن ذي شماريخ ميال ) .
( وأصبح شيطان الغواية خاسئا ... عليه قتام سيء الظن والبال ) .
( ألا ليت شعري هل تقول عزائمي ... لخيلي كري كرة بعد إجفال ) .
( فأنزل دارا للرسول نزيلها ... قليل هموم ما يبيت بأوجال ) .
( فطوبى لنفس جاورت خير مرسل ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي ) .
( ومن ذكره عند القبول تعطرت ... صبا وشمال في منازل قفال ) .
( جوار رسول الله مجد مؤثل ... وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي )