المتفنن المفتي أبو سعيد ابن لب مولده سنة إحدى وسبعمائة وتوفي ليلة السبت لسبع عشرة ليلة مضت من ذي الحجة عام اثنين وثمانين انتهى .
وهو مخالف لما سبق عن ابن حجر لكن صاحب البيت أدرى إذ المنتوري تلميذه ونحوه للشيخ أبي زكريا السراج في فهرسته إذ قال شيخنا الفقيه الخطيب الأستاذ المقرىء العالم العلم الصدر الأوحد الشهير كان شيخ الشيوخ وأستاذ الأستاذين بالأندلس إليه انتهت فيها رياسة الفتوى في العلوم كان أهل زمانه يقفون عندما يشير إليه قرأ على أبي علي القيجاطي بالسبع وتفقه عليه كثيرا في أنواع العلوم ولازمه إلى أن مات وأجازه عامة وعليه اعتمد وأخذ عن أبي جعفر ابن الزيات وأبي إسحاق ابن أبي العاصي وابن جابر الوادي آشي وقاضي الجماعة أبي بكر سمع عليه البخاري وتفقه عليه وقرأ عليه أكثر عقيدة المقترح تفهما وبعض الإرشاد وبعض التهذيب وعن أبي محمد ابن سلمون والبركة أبي عبد الله الطنجالي الهاشمي وأجازه انتهى بمعناه .
وبالجملة فهو من أكابر علماء المالكية بالمغرب حتى قال المواق فيه شيخ الشيوخ أبو سعيد ابن لب الذي نحن على فتاويه في الحلال والحرام انتهى .
وقل من لم يأخذ عنه في الأندلس في وقته فممن أخذ عنه الشاطبي وابن علاق وأبو محمد ابن جزي والأستاذ القيجاطي والأستاذ الحفار والشيخ الوزير ابن الخطيب السلماني والكاتب ابن زمرك في خلق كثير من طبقتهم ثم من الطبقة الثانية أبو يحيى ابن عاصم وأخوه القاضي أبو بكر ابن عاصم والشيخ أبو القاسم ابن سراج والمنتوري في خلق لا يحصون .
وله تواليف فمنها شرح جمل الزجاجي وشرح تصريف التسهيل