( عجبت لخصم لج في طلباته ... يصالح عنها بالمحال فيفصل ) .
ومما أورد له في الإحاطة وذكر أنه لو رحل راحل إلى خراسان لما أتى إلا بهما .
( رعى الله إخوان الخيانة إنهم ... كفونا مؤونات البقاء على العهد ) .
( فلو قد وفوا كنا أسارى حقوقهم ... نراوح ما بين النسيئة والنقد ) .
وقد تمثل أبو البركات في مخاطبة له للسان الدين بقول القائل .
( أيتها إليه اذهبي ... فحبه المشهور من مذهبي ) .
( أيأسني التوبة من حبه ... طلوعه شمسا من المغرب ) .
وحكى غير واحد منهم ابن داود البلوي أن القاضي أبا البركات لما عزم على الرحلة إلى المشرق كتب إليه ابن خاتمة بما صورته .
( أشمس الغرب حقا ما سمعنا ... بأنك قد سئمت من الإقامة ) .
( وأنك قد عزمت على طلوع ... إلى شرق سموت به علامه ) .
( لقد زلزلت منا كل قلب ... بحق الله لا تقم القيامة ) .
قال الحاكي فحلف أبو البركات أن لا يرحل من إقليم فيه من يقول مثل هذا انتهى يشير بقوله لقد زلزلت إلخ إلى طلوع الشمس من مغربها .
قلت ولما عزمت على هذا الرحلة كتب إلي بعض أصحابنا المغاربة بالأبيات المذكورة متمثلا ولم أرجع عن العزم والله غالب على أمره .
قال الوزير لسان الدين C تعالى وما أحسن قول شيخنا أبي البركات معتذرا عن زرقة عينيه .
( حزنت عليك العين يا مغني الهوى ... فالدمع منها بعد بعدك ما رقا )