( كان تحت الجدار كنز وما أدراك ... ما كان تحت كنز الجدار ) .
( وبمن قد مضى من آبائي الغر ... الألى شيدوا رفيع المنار ) .
( فالذي قد بنوه نبني له مثلا ... ونجري له على مضمار ) .
( قد بنينا من المساجد دهرا ... ثم نبني لجارها خير جار ) .
( مثلما قد بنيت للمجد أمثال ... مبانيهم بكل اعتبار ) .
( فالمباني لسان حالي ولي فيها ... لعمري ذكر من الأذكار ) .
( روح أعمالنا المقاصد لكن ... حيث تخفى تخفى مع الأعذار ) .
( فعسى من قضى ببنيان هذي الدار ... يقضي لنا بعقبى الدار ) .
ثم قال في الإحاطة بعد كلام ومن نظمه في الإنحاء على نفسه واستبعاد وجود المطالب في جنسه قال مما نظمته يوم عرفة عام خمسين وسبعمائة وأنا منزو في غار ببعض جبال المرية .
( زعموا أن في الجبال رجالا ... صالحين قالوا من الأبدال ) .
( وادعوا أن كل من ساح فيها ... فسيلقاهم على كل حال ) .
( فاخترقنا تلك الجبال مرارا ... بنعال طورا ودون نعال ) .
( ما رأينا بها خلاف الأفاعي ... وشبا عقرب كمثل النبال ) .
( وسباع يجرون بالليل عدوا ... لا تسلني عنهم بتلك الليالي ) .
( ولو أنا كنا لدى العدوة الأخرى ... رأينا نواجذ الرئبال ) .
( وإذا أظلم الدجى جاء إبليس ... إلينا يزور طيف خيال ) .
( هو كان الأنيس فيها ولولاه ... أصيبت عقولنا بالخيال ) .
( خل عنك المحال يا من تعنى ... ليس يلقى الرجال غير الرجال ) .
وجمع شعره وسماه العذب والأجاج من كلام أبي البركات ابن الحاج