وحكى في الإحاطة أنه لما استسقى وحصلت الإجابة أنشده لسان الدين .
( ظمئت إلى السقيا الأباطح والربى ... حتى دعونا العام عاما مجدبا ) .
( والغيث مسدول الحجاب وإنما ... علم الغمام قدومكم فتأدبا ) .
ثم ذكر في الإحاطة تأليف أبي البركات وشعره إلى أن قال حاكيا عن أبي البركات ما صورته ومما نظمته وقد أكثروا من التعجب لملازمتي البناء وحفر الآبار .
( في احتفار الأساس والآبار ... وانتقال التراب والجيار ) .
( وقعودي ما بين رمل وآجر ... وجص والطوب والأحجار ) .
( وامتهاني بردي بالطين والماء ... ورأسي ولحيتي بالغبار ) .
( نشوة لم تمر قط على قلب ... خليع وما لها من خمار ) .
( من غريب البناء أن بنيه ... متعبون يهوون طول النهار ) .
( يبتغون الوصال من صانعيه ... والبدار إليه كل البدار ) .
( فإذا حل في ذراهم تراهم ... يشتهون منه بعيد المزار ) .
( من عذيري من لائم في بنائي ... وهو لي الترجمان عن أخباري ) .
( ليس يدري معناه من ليس يدري ... أن ما عنده على مقدار ) .
( أقتدي بالذي يقول بناها ... ذلك الخالق الحكيم الباري ) .
( وبمن يرفع القواعد من بيت ... عتيق للحج والزوار ) .
( وبمن كان ذا جدار وقد كان ... أبوه من صالحي الأبرار ) .
( وبما قد أقامه الخضر المخصوص ... علما بباطن الأسرار )