بعد أن رام كثير من أهل الدولة قتله فمنعه منهم ثم لحق بتونس سنة أربع وستين ونزل على السلطان أبي إسحاق وصاحب دولته أبي محمد ابن تافراكين فأكرموه وولوه الخطابة بجامع الموحدين وأقام بها إلى أن هلك السلطان أبو يحيى سنة سبعين وولي ابنه خالد ثم لما قتل السلطان أبو العباس خالدا واستولى على السلطنة وكان بينه وبين ابن مرزوق شيء لميله مع ابن عمه محمد صاحب بجاية عزله عن الخطبة فوجم لها فأجمع الرحلة إلى المشرق وسرحه السلطان فركب السفينة ونزل بالإسكندرية ثم ارتحل إلى القاهرة ولقي أهل العلم وأمراء الدولة ونفقت بضائعه عندهم وأوصلوه إلى السلطان الأشرف فولاه الوظائف العلمية فلم يزل بها موفر الرتبة معروف الفضيلة مرشحا لقضاء المالكية ملازما للتدريس إلى أن هلك سنة إحدى وثمانين انتهى ملخصا .
وقال الحافظ ابن حجر إنه لما وصل تونس أكرم إكراما عظيما وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان وتدريس أكبر المدارس ثم قدم القاهرة فأكرمه الأشرف شعبان ودرس بالشيخونية والصرغتمشية والنجمية وكان حسن الشكل جليل القدر مات في ربيع الأول سنة إحدى وثمانين انتهى .
وقال ابن الخطيب القسمطيني هو شيخنا الفقيه الجليل الخطيب توفي بالقاهرة ودفن بين ابن القاسم وأشهب وله طريق واضح في الحديث ولقي أعلاما وسمعنا منه البخاري وغيره في مجالس ولمجلسه لباقة وجمال وله شرح جليل على العمدة في الحديث انتهى .
وكتب بخطه بلدينا أبو عبد الله ابن العباس التلمساني ما نصه نقلت من خط بعض السادات كتبه للإمام زعيم العلماء الحفيد ابن مرزوق أنه وجد بخط جده