المغرب ولقي السلطان أبا الحسن محاصرا لتلمسان وقد شيد بالعباد مسجدا عظيماوكان عمه محمد بن مرزوق خطيبا به على عادتهم في العباد وتوفي فولاه السلطان خطابة ذلك المسجد مكان عمه وسمعه يخطب على المنبر ويشيد بذكره ويثني عليه فحلي بعينيه فقربه وهو مع ذلك يلازم ابني الإمام ويأخذ نفسه بلقاء الأفاضل والأكابر والأخذ عنهم وحضر مع السلطان وقعة طريف ثم استعمله في الرسالة إلى الأندلس ثم إلى ملك قشتالة في تقرير الصلح ولده المأسور يوم طريف ورجع بعد وقعة القيروان مع زعماء النصارى إلى المغرب ووفد على السلطان أبي عنان بفاس مع أمه حظيه أبي الحسن ثم رجع إلى تلمسان وأقام بالعباد وعلى تلمسان يومئذ أبو سعيد عثمان بن عبد الرحمن وأخوه أبو ثابت والسلطان أبو الحسن بالجزائر وقد حشد هنالك فأرسل أبو سعيد ابن مرزوق المذكور إليه سرا في الصلح فلما اطلع أخوه أبو ثابت على الخبر أنكره على أخيه فبعثوا من حبس ابن مرزوق ثم أجازوه البحر إلى الأندلس فنزل على أبي الحجاج سلطانها بغرناطة فقربه واستعمله على الخطبة بجامع الحمراء فلم يزل خطيبه إلى أن استدعاه أبو عنان سنة أربع وخمسين بعد مهلك أبيه واستيلائه على تلمسان وأعمالها فقدم عليه ورعى له وسائله ونظمه في أكابر أهل مجلسه ثم بعثه لتونس على ملكها سنة ثمان وخمسين ليخطب له ابنة السلطان أبي يحيى فردت الخطبة واختفت بتونس ووشي إلى السلطان أبي عنان أنه كان مطلعا على مكانها فسخطه لذلك وأمر بسجنه فسجن مدة ثم أطلقه قبل موته .
ولما استولى أبو سالم على السلطنة آثره وجعل زمام الأمور بيده فوطىء الناس عقبه وغشي أشراف الدولة بابه وصرفوا إليه الوجوه فلما وثب عمر بن عبد الله بالسلطان أخر عام اثنين وستين حبس ابن مرزوق ثم أطلقه