بالشرح المشار إليه فهو بالغ غاية الاستبحار .
( حييت يا مختط سبت بن نوح ... بكل مزن يغتدي أو يروح ) .
( وحمل الريحان ريح الصبا ... أمانة فيك إلى كل روح ) .
( دار أبي الفضل عياض الذي ... أضحت برياه رياضا تفوح ) .
( يا ناقل الآثار يعنى بها ... وواصلا في العلم جري الجموح ) .
( طرفك في الفضل بعيد المدى ... طرفك للمجد شديد الطموح ) .
( كفاك إعجازا كتاب الشفا ... والصبح لا ينكر عند الوضوح ) .
( لله ما أجزلت فينا به ... من منحة تقصر عنها المنوح ) .
( روض من العلم همى فوقه ... من صيب الفكر الغمام السفوح ) .
( فمن بيان الحق زهر ند ... ومن لسان الصدق طير صدوح ) .
( تأرج العرف وطاب الجنى ... وكيف لا يثمر أو لا يفوح ) .
( وحلة من طيب خير الورى ... في الجيب والأعطاف منها نضوح ) .
( ومعلم للدين شيدته ... فهذه الأعلام منها تلوح ) .
( فقل لهامان كذا أو فلا ... يا من أضل الرشد تبني الصروح ) .
( في أحسن التقويم أنشأته ... خلقا جديدا بين جسم وروح ) .
( فعمره المكتوب لا ينقضي ... إذا تقضى عمر سام ونوح ) .
( كأنه في الحفل ريح الصبا ... وكل عطف فهو غصن مروح ) .
( ما عذر مشغوف بخير الورى ... إن هاج منه الذكر أن لا يبوح ) .
( عجبت من أكباد أهل الهوى ... وقد سطا البعد وطال النزوح ) .
( إن ذكر المحبوب سالت دما ... ما هن أكباد ولكن جروح )