ورأيت على هامش هذا المحل من الإحاطة بخط المذكور ما صورته أقول وأنا ابن مرزوق المسمى فيه إني قد وصلت إلى تونس المحروسة في شهر رمضان من سنة خمس وستين فلقيت بها من المبرة والكرامة والوجاهة فوق ما يعهده أمثالي ووليت خطابة جامع ملكها وتدريس أم المدارس فيها وهي المعروفة بمدرسة الشماعين كل ذلك تحت رعاية وعناية وملازمة لمجلس ملكها إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين ثم مع ولده وابن أخيه إلى أن رحلت في البحر في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين فحللت بالديار المصرية ولقيت من ملكها الذي لم أر في الملوك مثله حلما وفضلا وحياء وجودا وتلطفا ورحما السلطان المالك الملك الأشرف ناصر الدين والدنيا شعبان بن حسين فأحسن لي وأجري علي وعلى أولادي ما قام به الحال دروسا ومدارس وأهلني للمثول بين يديه والحال على ذلك حتى الآن وذلك من فضل الله ومعهود إحسانه والمرجو من الله حسن العاقبة وكتب في رمضان سنة خمس وسبعين انتهى .
وكتب بعده أبو الحسن علي بن لسان الدين رحمهما الله تعالى ما صورته صدق وهو فوق ذلك كله فقدره معروف ولطالما كان ملك المغرب يفتخر به فصار يفتخر بتقليد الدروس .
( والدهر لا يبقي على حالة ... ) .
انتهى .
قال في الإحاطة ولما شرح كتاب الشفاء للقاضي عياض C تعالى واستبحر فيه وأكثر النقل وبذل الجهد طلب أهل العدوتين نظم