يذكرها لأقرانه وكان معجبا بالغرائب فجرى على لساني أن قلت له بين على زيد فعل أمر وفاعل والأصل ابأين على زيد ثم سهل بالنقل والحذف على قياس التسهيل فصار بين كما ترى فأعجب بالمسألة حتى ناظر فيها ليلة أباه وكان انحى نحاة أهل عصره فأعجب مما يرى من ابنه من النبل والتحصيل فبلغت المسألة الشيخ الأستاذ أبا بكر ابن الفخار C تعالى فاعتنى بها وحاول في استخراج وجه من وجوه الاعتراض على عادة المصلحين من طلبة العلم فوجد في مختصر العين أن الكلمة من ذوات الواو ولم يذكر صاحب المختصر غير ذلك ولم يكن C تعالى رأى قول أبي الحسن اللحياني في نوادره إنه مما يتعاقب على لامه الواو والياء فيقال بأي يبأى بأوا وبأيا كما يقال شأى يشأى شأوا وشأيا فلم يقدم شيئا على أن اجتمع بالقاضي المذكور فقال له ألم تسمع ما قال فلان بين على زيد وإنما هو بون على زيد لأنه من ذوات الواو ونص على ذلك صاحب المختصر وحمله على أن يرسل إلي ويردني عن ذلك الذي قلته في المسألة واجتمعت أنا معه وحدثني بما جرى له مع الأستاذ ابن الفخار فذكرت له ما حكاه أبو الحسن اللحياني في نوادره وما قاله ابن جني في سر الصناعة فسر بذلك وأرسل بعد إلى الأستاذ ابن الفخار وذكر له نص اللحياني وقول ابن جني وجمع القاضي بيننا وعقد في قلوبنا مودة فكان الأستاذ ابن الفخار يومئذ يقصدني في منزلي وفي المواسم ويستشيرني في أموره على سبيل التأنيس رحمة الله عليه فأواه على فقد الناس أمثاله .
وقال الشاطبي أيضا أنشدني الفقيه الأستاذ الكبير أبو عبد الله ابن الفخار C تعالى وقال ألقي في سري بيت لم أسمعه قط في السادس عشر من شهر رجب عام ستة وخمسين وسبعمائة