وقرأت عليه وسمعت منه وأنشدني من شعره وشعر غيره وترددت بيني وبينه مسائل في إقامته بسلا وانتفعت به عظيما في التصوف وغيره وأجازني إجازة عامة مولده برندة عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة وتوفي بعد العصر يوم الجمعة ثالث رجب عام اثنين وتسعين وسبعمائة وحضر جنازته الأمير فمن بعده وهمت العامة بكسر نعشه تبركا به ولم أر جنازة أحفل ولا أكثر خلقا منها ورثاه الناس بقصائد كثيرة انتهى كلام السراج .
وقال غيره في حقه محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن مالك بن إبراهيم بن محمد بن مالك بن إبراهيم بن يحيى بن عباد النفزي نسبا الرندي بلدا الشهير بابن عباد الفقيه الصوفي الزاهد الولي العارف بالله تعالى .
وقال في حقه الشيخ ابن الخطيب القسمطيني في كتابه أنس الفقير وعز الحقير وهو الخطيب الشهير الصالح الكبير وكان والده من الخطباء الفصحاء النجباء ولأبي عبد الله هذا عقل وسكون وزهد بالصلاح مقرون وكان يحضر معنا مجلس شيخنا الفقيه أبي عمران موسى العبدوسي C تعالى وهو من أكابر أصحاب ابن عاشر ومن خيار تلامذته وأخذ عنه وله كلام عجيب في التصوف وصنف فيه كما هو الآن يقرأ على الناس مع كتب التذكير وله في ذلك قلم انفرد به وسلم له فيه بسببه ومن تصانيفه شرح كتاب الحكم لابن عطاء الله في سفر رأيته وعلى ظهر نسخة منه مكتوب .
( لا يبلغ المرء في أوطانه شرفا ... حتى يكيل تراب الأرض بالقدم ) .
ومن كلامه فيه الاستئناس بالناس ومن علامات الإفلاس فتح باب الأنس بالله تعالى الاستيحاش من الناس ومن كلامه فيه من لازم الكون وبقي معه وقصر همته عليه ولم تنفتح له طريق الغيوب الملكوتية ولا خلص بسره إلى