يوم من شعبان المكرم من عام سبعة وخمسين وسبعمائة انتهى ما تعلق به الغرض من بعض كلام مولاي الجد C تعالى في كتابه المحاضرات .
ولنرجع إلى سرد بقية تواليفه C تعالى فنقول ومنها شرح لغة قصائد المغربي الخطيب ومقالة في الطلعة المملكة وشرح التسهيل والنظائر وكتاب المحرك لدعاوي الشر من أبي عنان وإقامة المريد ورحلة المتبتل وحاشية بديعة جدا على مختصر ابن الحاجب الفقهي فيها أبحاث وتدقيقات لا توجد في غيرها وقد وقفت عليها بالمغرب ومن أشهر كتبه في التصوف كتاب الحقائق والرقائق وهو من الحسن بمكان لا يلحق وقد شرحه الشيخ الصالح شيخ شيوخ شيوخنا سيدي أحمد زروق Bه ونفعنا به .
نقول من كتاب الحقائق والرقائق للمقري .
وقد سنح لي أن أسرد هنا شيئا من هذا الكتاب الفذ في بابه فنقول .
قال فيه مولاي الجد C تعالى هذا كتاب شفعت فيه الحقائق بالرقائق ومزجت المعنى الفائق باللفظ الرائق فهو زبدة التذكير وخلاصة المعرفة وصفوة العلم ونقاوة العمل فاحتفظ بما يوحيه إليك فهو الدليل وعلى الله قصد السبيل .
حقيقة عمل قوم على السوابق وقوم على اللواحق والصوفي من لا ماضي له ولا مستقبل فإن كان زجاجيا فبخ بخ .
رقيقة من لم يجد ألم البعد لم يجد لذة القرب فإن اللذة هي التخلص من الألم