إبليس لم تنفعه كثرة علمه لما دفعته قلة أدبه وفرقة عاملته على ذلك مع الجريان على عوائد مملكته والتصرف بإذنه على مقتضى حكمته وهم الأنبياء وخواص العلماء فأصابوا الأدب وما أخطأوا التوكل والفرقة الثالثة وهم الجمهور أقبلوا على الأسباب ونسوا المسبب ففاتهم الأمران فهلكوا .
ومنه جل الواحد المعروف قبل الحدود والحروف .
( لقد ظهرت فما تخفى على أحد ... إلا على أكمه لا يعرف القمرا ) .
( كما بطنت بما أبديت من حجب ... وكيف يبصر من بالعزة استترا ) .
سئل النصيبي عن الرؤية بمجلس عضد الدولة فأنكرها محتجا بأن كل شيء يرى بالعين فهو في مقابلتها فقال له القاضي ابن الطيب لا يرى بالعين قال له الملك فبماذا يرى قال بالإدراك الذي يحدثه الله في العين وهو البصر ولو أدرك المرئي بالعين لوجب أن يدرك بكل عين قائمة وهذا الأجهر عينه قائمة ولا يرى بها شيئا .
ومنه ابن العربي للصوفية في إطلاق لفظ العشق على الحق تجاوز عظيم واعتداء كبير ولولا إطلاقه للمحبة ما أطلقناها فكيف أن نتعداها .
الدقاق العشق مجاوزة الحد في الحب ولما كان الحق لا يوصف بالحد لم يوصف بالمحدود إذ لو جمع محاب الخلق كلهم لشخص واحد لم يبلغ ما يستحقه قدر الحق من الحب .
خمسة أبهمت فلم تعين لعظم أمرها الاسم الأعظم وساعة الجمعة وليلة القدر والصلاة الوسطى والكبائر لأن اجتنابها يكفر غيرها يعني على أحد الأقوال في المسألة