أخذت الطالع لخروجك فسأله القاضي عن ذلك ففسره له فقال السعد والنحس بيد الله ليس للكواكب فيه تأثير وإنما وضعت كتب النجوم ليتمعش بها العامة ولا حقيقة لها فاستحضر الوزير ابن الصوفي ودعاه إلى مناظرة القاضي فقال لا أقوم على المناظرة وإنما أقول إذا كان من النجوم كذا كان كذا وأما التعليل فمن علم المنطق والذي يتولى المناظرة عليه أبو سليمان المنطقي فأحضر وأمر فقال هذا القاضي يقول إذا ركب عشرة أنفس في ذلك المركب الذي في دجلة فالله تعالى قادر على أن يزيد فيهم آخر في ذلك الوقت فإن قلت له لا يقدر قطعتم لساني فأي معنى لمناظرتي فقال القاضي للوزير ليس كلامنا في القدرة لكن في تأثير الكواكب فانتقل هذا إلى ما ترى لعجزه وأنا إن قلت إن الله تعالى قادر على ذلك فلا أقول إنه يخرق العادة الآن ولا يجوز عندنا ذلك فهو فرار من الزحف فقال المنطقي المناظرة دربة وأنا لا أعرف مناظرة هؤلاء القوم وهم لا يعرفون مواضعاتنا فقال الوزير قد قبلنا اعتذارك والحق أبلج .
رأس الدين صحة اليقين من سابق القدر عثر .
( وإذا خشيت من الأمور مقدرا ... وفررت منه فنحوه تتوجه ) .
قيل لما وقع الوباء بالكوفة فر ابن أبي ليلى على حمار فسمع منشدا ينشده .
( لن يسبق الله على حمار ... ولا على ذي منسر طيار ) .
( أو يأتي الحتف على مقدار ... قد يصبح الله أمام الساري ) فقال إذا كان الله أمام الساري فلا مهرب ورجع