لينا ثم إن ربك من بعدها لغفور رحيم فجعلها ميراثا فلما خرج بها عن وضعها لم يستقيم ملك فيها ألا ترى أن عمر بن عبد العزيز Bه كان خليفة لا ملكا لأن سليمان C تعالى رغب عن بني أمية إيثارا لحق المسلمين ولئلا يتقلدها حيا وميتا وكان يعلم اجتماع الناس عليه فلم يسلك طريق الاستقامة بالناس قط إلا خليفة وأما الملوك فعلى ما ذكرت إلا من قل وغالب أفعاله غير مرضية انتهى .
وفوائد مولاي الجد وتحفه وطرفه ولطائفه ودقائقه يستدعي استقصاؤها مجلدات فلنكتف بما قدمناه .
( وفي الإشارة ما يغني عن الكلم ... ) .
مؤلفات المقري الجد .
وأما تآليفه فكثيرة منها كتاب القواعد اشتمل على ألف قاعدة ومائتي قاعدة قال العلامة الونشريسي في حقه إنه كتاب غزي العلم كثير الفوائد لم يسبق إلى مثله بيد أنه يفتقر إلى عالم فتاح انتهى .
وقد أشار فيه إلى مأخذ الأربعة وهو قليل بهذه الديار المشرقية ولم أر منه بمصر إلا نسخة عند بعض الأصحاب وذكر أنها من أوقاف رواق المغاربة بالأزهر المعمور وأما قول لسان الدين في الإحاطة عند تعرضه لذكر تآليف مولاي الجد ما صورته ألف كتابا يشتمل على أزيد من مائة مسألة فقهية ضمنها كل أصل من الرأي والمباحثة فهو غير القواعد بلا مرية