قال ابن الأزرق وعلى اعتذاره ذلك بأن الشرف الآن مظنون فمن معنى ذلك أيضا ما يحكى عنه أنه كان يقرأ بين يدي السلطان أبي عنان المذكور صحيح مسلم بحضرة أكابر فقهاء فاس وخاصتهم فلما وصل إلى أحاديث الأئمة من قريش قال الناس إن قال الشيخ الأئمة من قريش وأفصح بذلك استوغر قلب السلطان وإن ورى وقع في محظور فجعلوا يتوقعون له ذلك فلما وصل إلى الأحاديث قال بحضرة السلطان والجمهور أن الأئمة من قريش ثلاثا ويقول بعد كل كلمة وغيرهم متغلب ثم نظر إلى السلطان وقال له لا عليك فإن القرشي اليوم مظنون أنت أهل للخلافة إذ بعض الشروط قد توفرت فيك والحمد لله فلما انصرف إلى منزله بعث له السلطان بألف دينار انتهى .
قال أبو عبد الله ابن الأزرق قلت ويلزم أيضا من اعتذاره أن قيام السلطان لذي الشرف المحقق بالعلم أولى بالمحافظة على تعظيم حرمات الله وقد روي عن بعض الأمراء أنه تكبر على ذلك واستخف بمنزلة من عظم به غيره فسلبه الله ملكه وملك بنيه من بعده انتهى .
ومن أجوبة مولاي الجد C تعالى قوله سألني السلطان عمن لزمته يمين على نفي العلم فحلف جهلا على البت هل يعيد أم لا فأجبته بإعادتها وقد كان من حضر من الفقهاء أفتوا بأن لا تعاد لأنه أتى بأكثر مما أمر به على وجه يتضمنه فقلت له اليمين على وجه الشك غموس قال ابن يونس والغموس الحلف على تعمد الكذب أو علىغير يقين ولا شك أن الغموس محرمة منهي عنها والنهي يدل على الفساد ومعناه في العقود عدم ترتب أثره فلا أثر لهذه اليمين ويجب أن تعاد وقد يكون من هذا اختلافهم فيمن إذنها