ومنها أنه قال شهدت شمس الدين بن قيم الجوزية قيم الحنابلة بدمشق وقد سأله رجل عن قوله E من مات له ثلاثة من الولد كانوا له حجابا من النار كيف إن أتى بعد ذلك بكبيرة فقال موت الولد حجاب والكبيرة خرق لذلك الحجاب وإنما يكون الحجاب حجابا ما لم يخرق فإذا خرق فقد زال عن أن يكون حجابا ألا ترى إلى قوله E الصوم جنة ما لم يخرقها ثم قال وهذا الرجل أكبر أصحاب تقي الدين ابن تيمية .
ومن أخبار مولاي الجد الدالة على صرامته ما حكاه ابن الأزرق عنه أنه كان يحضر مجلس السلطان أبي عنان لبث العلم وكان نقيب الشرفاء بفاس إذا دخل مجلس السلطان يقوم له السلطان وجميع من في المجلس إجلالا له إلا الشيخ المقري فإنه كان لا يقوم في جملتهم فأحس النقيب من ذلك وشكاه إلى السلطان فقال له السلطان هذا رجل وارد علينا على حاله إلى أن ينصرف فدخل النقيب في بعض الأيام على عادته فقام له السلطان على العادة وأهل المجلس فنظر إلى المقري وقال له أيها الفقيه ما لك لا تقوم كما يفعل السلطان نصره الله وأهل مجلسه إكراما لجدي ولشرفي ومن أنت حتى لا تقوم لي فنظر إليه المقري وقال له أما شرفي فمحقق بالعلم الذي أنا أبثه ولا يرتاب فيه أحد وأما شرفك فمظنون ومن لنا بصحته منذ أزيد من سبعمائة سنة ولو علمنا شرفك قطعا لأقمنا هذا من هنا وأشار إلى السلطان أبي عنان وأجلسناك مجلسه فسكت انتهى