وقال أبو العباس الونشريسي في بعض فوائده ومقره بفتح الميم بعدها قاف مفتوحة مشددة قرية من قرى بلاد الزاب من أعمال إفريقية سكنها سلفه ثم تحولوا إلى تلمسان وبها ولد الفقيه المذكور وبها نشأ وقرأ وأقرأ إلى أن خرج منها صحبة الركاب المتوكلي العناني أمير المؤمنين فارس عام تسعة وأربعين وسبعمائة إلى مدينة فاس المحروسة فولاه القضاء فنهض بأعبائه علما وعملا وحمدت سيرته ولم تأخذه في الله لومة لائم إلى أن توفي بها إثر قدومه من بلاد الأندلس في غرض الرسالة لأبي عنان عام تسعة وخمسين وسبعمائة ثم نقل إلى مسقط رأسه تلمسان .
وقال في موضع آخر إنه توفي C تعالى يوم الأربعاء التاسع والعشرين من جمادى الأولى عام تسعة وخمسين وسبعمائة بمدينة فاس المحروسة ثم نقل إلى تلمسان محل ولادته ومقر أسلافه ودفن بها في البستان الملاصق لقبلي داره الكائنة بباب الصرف من البلد المذكور وهو الآن على ملك بعض ورثة الشيخ أبي يحيى الشريف انتهى .
ومن أخبار مولاي الجد C تعالى أنه قال شهدت الوقفة سنة أربع وأربعين وسبعمائة وكانت جمعة الخطيب في سابع ذي الحجة في الناس بالمسجد الحرام وقال إن جمعة هذه خاتمة مائة جمعة وقف بها من الجمعة التي وقف فيها رسول الله في حجة الوداع آخر عشر من الهجرة وشاع ذلك في الناس وذاع وكان علم ذلك مما تواتر عندهم والله أعلم وهم يزعمون أن الجمعة تدور على خمس سنين وهذا مناف لذلك ولكن كثير منهم ينكر اطراد هذا ويقول إنها قد تكون على خلاف ذلك فلا أدري