قال وقال لي يوما وقد وجد الصبيان يصوتون بقصب رقاق على الذباب فإذا خرج قتلوه الغلط الداخل عليه من أي أنواع المغلطات هو فقلت له من إيهام العكس لما كان كل ذباب مصوتا ظن أن كل مصوت ذباب فاستحسن ذلك .
قلت وحدثني مولاي العم الإمام شيخ الإسلام سيدي سعيد بن أحمد المقري C تعالى عن شيخه ابن جلال مفتي حضرتي فاس وتلمسان أنه كان يحكي أن الغلط جاءه من عدم كلية الكبرى في الشكل الأول لأنه ركبه هكذا هذا مصوت وكل مصوت ذباب وقد علمت أنها هنا إنما تصدق جزئية لا كلية وإذا كانت جزئية بطل الإنتاج لأن ذلك من الضروب العقيمة انتهى .
ومن فوائد مولاي الجد C تعالى أنه قال سمعت شيخنا الآبلي يقول ما في الأمة المحمدية أشعر من ابن الفارض .
وقال أيضا C تعالى سمعت شيخنا الآبلي يقول إنما أفسد العلم كثرة التواليف وإنما أذهبه بنيان المدارس وكان ينتصف له من المؤلفين والبانين وإنه لكما قال غير أن في شرح ذلك طولا وذلك أن التأليف نسخ الرحلة التي هي أصل جمع العلم فكان الرجل ينفق فيها المال الكثير وقد لا يحصل له من العلم إلا النزر اليسير لأن عنايته على قدر مشقته في طلبه ثم صار يشتري أكبر ديوان بأبخس ثمن فلا يقع منه أكثر من موقع ما عوض عنه فلم يزل الأمر كذلك حتى نسي الأول بالآخر وأفضى الأمر إلى ما يسخر منه الساخر وأما البناء فلأنه يجذب الطلبة إلى ما يرتب فيه من الجرايات فيقبل بها على من