يستحسن مثل هذا الشعر فقال إنما تعرفت منه كون العميان كانوا في ذلك الزمان يقرؤون على المقابر فإنني كنت أرى ذلك حديث العهد فاستفدت التاريخ .
وقال مولاي الجد C تعالى حدثني الآبلي أن أبا عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن أبي العيش الخزرجي الخطيب بتلمسان كان يقول في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد بالكسر وكان الطلبة ينكرون عليه ذلك فلما ورد عليهم الراوية الرحلة أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري سمعه يقول ذلك فأنكر عليه في جملتهم وبلغ الخطيب ذلك فلم يرجع فلما قفل ابن رشيد من وجهته تلك دخل على الأستاذ أبي الحسن ابن أبي الربيع بسبتة فهنأه بالقدوم وقال له فيما قال رشدت يا ابن رشيد ورشدت لغتان صحيحتان حكاهما يعقوب في الإصلاح ثم قال مولاي الجد قلت هذه كرامة للرجلين أو للثلاثة .
وقال C تعالى قال طالب لشيخنا الآبلي يوما مفهوم اللقب صحيح فقال له الشيخ قل زيد موجود فقال زيد موجود فقال له الشيخ أما أنا فلا أقول شيئا فعرف الطالب ما وقع فيه فخجل .
وهذا الآبلي تقدم في كلام مولاي الجد C تعالى أنه عالم الدنيا وهو تلمساني كما تقدم قال تلميذه أبو القاسم السلوي الفخار دخل علي شيخنا الآبلي يوما وأنا أعجن طين الفخارة فقال لي ما علامة قبول هذه المادة أكمل صورة ترد عليها فقلت أن تدفع عن نفسها ما هو من غير جنسها من حجر أو زبل أو غيره فأدركه وجد عظيم حتى إنه صاح وقام وقعد وبقي هنية مطرقا برأسه مفكرا ثم قال هكذا هي النفوس البشرية