وقال C تعالى حدثت أن المتوكل على الله أبا عنان C تعالى أعطى ابن شاطر ألف دينار ليحج بها فمر بها إلى تلمسان يدفع منها شيئا فشيئا للمتفرجين بغدير الوريط شرقي عباد تلمسان إلى أن نفدت فلما ورد السلطان أبو عنان تلمسان لقيه بسوق العطارين من منشر الجلد فقال له ياسيدي أبا عبد الله حج مبرور فقال له إذا جهلت أصل المال فانظر مصارفه ويأبى الله إلا أن ينفق الخبيث في مثله فضحك السلطان وانصرف انتهى .
وكان لابن شاطر هذا عجائب ولم يكن مخلا بشيء من الحقوق الشرعية وكان معتقدا عند اهل وقته وكان السلطان أبو عنان على فقهه يعظمه ويصله ويسلم له وبات عنده ليلة بقصره وكان يدخل القصر ولا تحتجب منه الجواري فاحتاج إلى البول فبال في قبة القصر عظيمة فانتهرته إحدى الجواري وقالت له أتبول في قبة مولانا فقال لها إن قبة مولانا الخضراء أعظم من هذه وأنا أفعل تحتها ما هو أفظع من البول وما انتهرني قط فذكرت ذلك الجارية للسلطان فضحك وعلم أنه يريد السماء وكان يكتب القرآن والعمدة ولا يغلق حرفا مجوفا فإذا غلب على ذلك أصلحه حتى حكي أنه سافر لإصلاح حرف مجوف أغلقه سهوا من نسخة كان باعها ولم يتذكر ذلك حتى سافر مشتريها فما رجع حتى جدده .
وحكى الشيخ أبو القاسم ابن داود الفخار السلوي أن الشيخ أبا عبد الله الشريف التلمساني صاحب المفتاح في أصول الفقه وشارح الجمل الخونجية المتوفي عام اثنين وسبعين وسبعمائة دفين المدرسة اليعقوبية من تلمسان المحروسة افتتح شرح العمدة بما نصه اللهم احمد نفسك عمن أمرته أن يتخذك وكيلا حمدا عائدا منك إليك متحديا بك دائما بدوام ملكك لا منقطعا ولا مفصولا