وصدق لأن الدنيا سجن المؤمن ولا مخلص له من حبسه إلا بمفارقة نفسه .
وقال سألت ابن شاطر عن معنى قول ابن الفارض .
( فلم أله باللاهوت عن حكم مظهري ... ولم أنس بالناسوت موضع حكمتي ) .
فقال يقول ما أنا بالحلاج ولا ببلعام ثم قال مولاي الجد بعد هذا الكلام ما صورته قلت وهذا هو الإنسان على الكمال والتمام ولقد سمعته يقول في الحلاج نصف إنسان يشير إلى البيت .
وقال أيضا C تعالى سمع ابن شاطر إنسانا يقول الجنة رخيصة فقال كيف تكون رخيصة والله D يقول ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) التوبة 111 انتهى ثم قال مولاي الجد بأثر هذا الكلام قلت ما الأنفس والأموال في جنب ما فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا سيما وفوق هذه الحسنى زيادة الإكرام بالنظر والرضى .
وقال أيضا قيل لابن شاطر صف لنا الدنيا فقال ( كسراب بقيعة ) النور 39 الآيتين فبلغ ذلك أبا زيد ابن الإمام فأنكر عائبا لاستحسان سامعه تاليا ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) المائدة 13 ولقد أصيب المتعسف بأدهى منها وأمر فإنه أفحم يوما ببعض أهل النظر فتلا عليه ( فبهت الذي كفر ) البقرة 58 على أن له أن يقول لم أخرج الآية عن مرادها فالبهت من انقطاع المعاند والكفر من جحد الجاحد ولنا أن نقول التحريف المذموم هو التحويل للإبطال وليس هذا في قصد الممثل الأول بالمثال انتهى .
وهذا كله على مذهب جمهور المالكية في منع الاقتباس وللكلام على ذلك موضع غير هذا فليراجع في كتب البيان وغيرها