وقال C تعالى لما سعى أولاد الشيخ أبي شعيب بالقاضي أبي الحجاج الطرطوشي إلى السلطان وأمر بإشخاصه وكثر إرجاف المتشيعين فيهم من بعده وخرج الأمر على خلاف ما أملوا منه قال في ذلك .
( حمدت الله في قوم أثاروا ... شرورا فاستحالت لي سرورا ) .
( وقالوا النار قد شبت فلما ... دنوت لها وجدت النار نورا ) .
ومنها أنه حكى أن الشيخ أبا القاسم ابن محمد اليمني مدرس دمشق ومفتيها حكى له بدمشق أنه قال له شيخ صالح برباط الخليل عليه السلام نزل بي مغربي فمرض حتى طال علي أمره فدعوت الله أن يفرج عني وعنه بموت أو صحة فرأيت النبي في المنام فقال أطعمه الكسكسون قال يقوله هكذا بالنون فصنعته له فكأنما جعلت له فيه الشفاء وكان أبو القاسم يقول فيه كذلك ويخالف الناس في حذف النون من هذا الاسم ويقول لا أعدل عن لفظ رسول الله ثم قال قلت ووجه هذا من الطب أن هذا الطعام مما يعتاده المغاربة ويشتهونه على كثرة استعمالهم له فربما نبه منه شهوة أو رده إلى عادة .
وقال الجد C تعالى رأيت بجامع الفسطاط من مصر فقيرا عليه قميص إلى جانبه دفاسة قائمة وبين يديه قلنسوة فذكر لي هنالك أنهما محشوتان بالبرادة وأن زنة الدفاسة أربعمائة رطل مصرية وهي ثلاثمائة وخمسون مغربية وزنة القلنسوة مائتا رطل مصرية وهي مائة وخمسة وسبعون مغربية فعمدت إلى الدفاسة فأخذتها من طوقها أنا ورجل آخر فأملناها بالجهد ثم أقمناها ولم نصل بها إلى الأرض وعدت إلى القلنسوة فأخذتها من إصبع كان