( يديرونني عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين الأنف والعين سالم ) .
قال وهذا أراد عبد الملك حيث كتب إلى الحجاج أنت مني كسالم وهذا خطا فاحش وكان يلزمه أن يسميها بالعمارة أيضا لقوله عليه السلام عمارة جلدة ما بين عيني وأنفي وإنما يراد بمثل هذا القرب والتحمد .
ولقيت بتونس غير واحد من العلماء والصلحاء يطول ذكرهم ثم قفلت إلى المغرب يسايرني رجل من أهل قسنطينة يعرف بمنصور الحلبي فما لقيت رجلا أكثر أخبارا ولا أظرف نوادر منه فمما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مر برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد .
( ما كنت أحسب أن أبقى كذا أبدا ... أعيش والدهر في أطرافه حتف ) .
( ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألف ) .
قال فتقدمت إليه وقلت فأين تعريقة السين فقال طالب ورب الكعبة ثم قال الآخر من جهة يمينه قم فقام يجر رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تعريقة السين .
41 - 53 ثم رحلت من تلمسان إلى المغرب فلقيت بفاس الشيخ الفقيه الحاج أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحيم اليزناسي والشيخ الفقيه أبا محمد عبد المؤمن الجاناتي والشيخ الفقيه الصالح أبا زرهون عبد العزيز بن محمد القيرواني والفقيه أبا الضياء مصباح بن عبد الله اليالصوني وكان حافظ وقته والفقيه أبا عبد الله ابن عبد الكريم وشيخ الشيوخ أبا زيد عبد الرحمن بن عفان الجزولي والأستاذ أبا العباس المكناسي وكنت لقيت الأستاذ أبا العباس ابن