34 - ثم رحلت إلى تونس فلقيت بها قاضي الجماعة وفقيهها أبا عبد الله ابن عبد السلام فحضرت تدريسه وأكثرت مباحثته ولما نزلت بظاهر فسمطينة تلقاني رجل من الطلبة فسألني عن هذه الآية ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) المائدة 67 فإن ظاهرها أن الجزاء هو الشرط أي وإن لم تبلغ فما بلغت وذلك غير مفيد فقلت بل هو مفيد أي وإن لم تبلغ في المستقبل لم ينفعك تبليغك في الماضي لارتباط أول الرسالة بآخرها كالصلاة ونحوها بدليل قصة يونس فعبر بانتفاء ماهية التبليغ عن انتفاء المقصود منه إذ كان إنما يطلب ولا يعتبر بدونه كقوله E لا صلاة إلا بطهور ثم اجتمعت بابن عبد السلام بجامع بوقير من تونس فسألته عن ذلك فلم يزد على أن قال هذا مثل قوله E فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله وقد علمتم ما قال الشيخ تقي الدين فيه قلت كلام تقي الدين لا يعطي الجواب عن الآية فتأمله .
35 - 41 - وقالضي المناكح أبا محمد الأجمي وهو حافظ فقهائها في وقته والفقيه أبا عبد الله ابن هارون شارح ابن الحاجب في الفقه والأصول والخطيب أبا عبد الله ابن عبد الستار وحضرت تدريسه بمدرسة المعرض والعلامة أبا عبد الله ابن الجياب الكاتب والفقيه أبا عبد الله ابن سلمة والشيخ الصالح أبا الحسن المنتصر وارث طريقة الشيخ أبي محمد المرجاني آخر المذكورين بإفريقية ورأيت ابن الشيخ المرجاني فحدثني أبو موسى ابن الإمام أنه أشبه به من الغراب بالغراب وسيدي أبا عبد الله الزبيدي المتقدم ذكره وأوقفني على خطإ في كتاب الصحاح وذلك أنه زعم أن السالم جلدة ما بين العين والأنف قال وفيه يقول ابن عمر في ابنه السالم