بتلمسان بذكر رجلين هما بقيد الحياة أحدهما عالم الدنيا والآخر نادرتها .
26 - أما العالم فشيخنا ومعلمنا العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أحمد العبدري الآبلي التلمساني سمع جده لأمه أبا الحسين ابن غلبون المرسي القاضي بتلمسان وأخذ عن فقهائها أبي الحسين التنسي وابني الإمام ورحل في آخر لالمائة السابعة فدخل مصر والشام والحجاز والعراق ثم قفل إلى المغرب فأقام بتلمسان مدة ثم فر أيام أبي حمو موسى بن عثمان إلى المغرب .
حدثني أنه لقي أبا العباس أحمد بن إبراهيم الخياط شقيق شيخنا أبي عثمان المتقدم ذكره فشكا له ما يتوقعه من شر أبي حمو فقال له عليك بالجبل فلم يدر ما قال حتى تعرض له رجل من غمارة فعرض عليه الهروب به قال فخفت أن يكون أبو حمو قد دسه علي فتنكرت له فقال لي إنما أسير بك على الجبل فتذكرت قول أبي إسحاق فواطأته وكان خلاصي على يده قال ولقد وجدت العطش في بعض مسيري به حتى غلظ لساني واضطربت ركبتاي فقال لي إن جلست قتلتك لئلا أفتضح بك فكنت أقوي نفسي فمر على بالي في تلك الحالة استسقاء عمر بالعباس وتوسله به فوالله ما قلت شيئا حتى رفع لي غدير ماء فأريته إياه فشربنا ونهضنا .
ولما دخل المغرب ادرك أبا العباس ابن البناء فأخذ عنه وشافه كثيرا من علمائه قال لي قلت لأبي الحسن الصغير ما قولك في المهدي فقال عالم سلطان فقلت له قد أبنت عن مرادي ثم سكن جبال الموحدين ثم رجع إلى فاس فلما افتتحت تلمسان لقيته بها فأخذت عنه فقال لي الآبلي