ذلك فقال تأولت قول عمر ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع .
25 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن محمد الغزموني مكتبي الأول ووسيلتي إلى الله D قرأ على الشيخين أبي عبد الله القصري وأبي حريث وحج حجات وكان عقد بقلبه أنه كلما ملك مائة دينار عيونا سافر إلى الحج وكان بصيرا بتعبير الرؤيا فمن عجائب شأنه فيه أنه كان في سجن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب بن عبد الحق فيمن كان فيه من أهل تلمسان أيام محاصرته لها فرأى أبو جمعة ابن علي التلالسي الجرائحي منهم كأنه قائم على سانية دائرة وجميع قواديسها يصب في نقير في وسطها فجاء ليشرب فلما اغترف الماء إذا فيه فرث ودم فأرسله ثم اغترف فإذا هو كذلك ثلاثا أو أكثر فعدل عنه فرأى خصمه ماء وشرب منها ثم استيقظ وهو النهار فأخبره فقال إن صدقت رؤياك فنحن عما قليل خارجون من هذا المكان قال كيف قال السانية الزمان والنقير السلطان وأنت جرائحي تدخل يدك في جوفه فينالها الفرث والدم وهذا ما لا تحتاج معه فلم يكن إلا ضحوة الغد وإذا النداء عليه فأخرج فوجد السلطان مطعونا بخنجر فأدخل يده فنالها الفرث والدم فخاط جراحته ثم خرج فرأى خصة ماء فغسل يديه وشرب ثم لم يلبث السلطان أن توفي وسرحوا .
وتعداد أهل هذه الصفة يكثر فلنصفح عنهم ولنختم فصل من لقيته