نفوس أهل هذا البلد مكين وقدرك عندهم رفيع وأنا أعلم انقباضك عن ابني الإمام فإن سئلت فانتسب لهما فقد سمعت منهما وأخذت عنهما ولا تظهر العدول عنهما إلى غيرهما فتضع من قدرك فإنما أنت عند هؤلاء الناس خليفتهما ووارث علمهما وأن لا أحد فوقهما .
( وليس لما تبني يد الله هادم ... ) .
وشهدت مجلسا بين يدي السلطان أبي تاشفين عبد الرحمن بن أبي حمو ذكر فيه أبو زيد ابن الإمام أن ابن القاسم مقلد مقيد النظر بأصول مالك ونازعه أبو موسى عمران بن موسى المشدالي وادعى أنه مطلق الاجتهاد واحتج له بمخالفته لبعض ما يرويه ويبلغه عنه لما ليس من قوله واتى من ذلك بنظائر كثيرة قال فلو تقيد بمذهبه لم يخالفه لغيره فاستظهر أبو زيد بنص لشرف الدين التلمساني مثل فيه الاجتهاد المخصوص باجتهاد ابن القاسم بالنظر إلى مذهب مالك والمزني إلى الشافعي فقال عمران هذا مثال والمثال لا تلزم صحته فصاح به أبو موسى ابن الإمام وقال لأبي عبد الله ابن أبي عمرو تكلم فقال لا أعرف ما قال هذا الفقيه الذي أذكره من كلام أهل العلم أنه لا يلزم من فساد المثال فساد الممثل فقال أبو موسى للسلطان هذا كلام أصولي محقق فقلت لهما وأنا يومئذ حديث السن ما أنصفتما الرجل فإن المثل كما تؤخذ على جهة التحقيق كذلك تؤخذ على طريق التقريب ومن ثم جاء ما قاله هذا الشيخ أعني ابن أبي عمرو وكيف لا وهذا سيبويه يقول وهذا مثال ولا يتكلم به فإذا صح أن المثال قد يكون تقريبا فلا يلزم صحة المثال ولا فساد الممثل لفساده فهذان القولان من أصل واحد