شيخي العلامة أبو عبد الله الآبلي أن عبد الله بن إبراهيم الزموري أخبره أنه سمع ابن تيمة ينشد لنفسه .
( محصل في أصول الدين حاصله ... من بعد تحصيله علم بلا دين ) .
( أصل الضلالة والإفك المبين فما ... فيه فأكثره وحي الشياطين ) .
قال وكان في يده قضيب فقال والله لو رأيته لضربته بهذا القضيب هكذا ثم رفعه ووضعه .
وبحسبك مما طار لهذين الرجلين من الصيت بالمشرق أني لما حللت بيت المقدس وعرف به مكاني من الطلب وذلك أني قصدت قاضيه شمس الدين بن سالم ليضع لي يده على رسم أستوجب به هنالك حقا فلما أطللت عليه عرفه بي بعض من معه فقال إلي حتى جلست ثم سألني بعض الطلبة بحضرته فقال لي إنكم معشر المالكية تبيحون للشامي يمر بالمدينة أن يتعدى ميقاتها إلى الجحفة وقد قال رسول الله بعد ان عين المواقيت لأهل الآفاق هن لهن ولمن مر عليهن من غير أهلهن وهذا قد مر علي ذي الحليفة وليس من أهله فيكون له فقلت له إن النبي قال من غير أهلهن أي من غير أهل المواقيت وهذا سلب كلي وإنه غير صادق على هذا الفرد ضرورة صدق نقيضه وهو الإيجاب الجزئي عليه لأنه من بعض أهل المواقيت قطعا فلما لم يتناوله النص رجعنا إلى القياس ولا شك أنه لا يلزم أحدا أن يحرم قبل ميقاته وهو يمر به لكن من ليس من أهل الجحفة لا يمر بميقاته إذا مر بالمدينة فوجب عليه الإحرام من ميقاتها بخلاف أهل الجحفة فإنها بين أيديهم وهم يمرون عليها فوقعت من نفوس أهل البلد بسبب ذلك فلما عرفت أتاني آت من أهل المغرب فقال لي تعلم أن مكانك في